تخصص الفكر والتفكير

بقلم : سامي جواد كاظم/
اختيار التخصص في علم معين هو من حق الفرد ولكن هنالك اولويات في التخصص ، نعم لا يوجد فكر او علم معين بلا فائدة ولكن هنالك من فائدته ليست بوقتها او تاثيرها غير مهم وبالنتيجة هو علم وتخصص لا يمكن لنا ان ننكره او نهمشه ، ولكن هنالك علوم تنهض بواقع الانسان لا نلتفت لها بقدر التفاتنا الى سيرة وشخصية من ابتكرها ، ولتقريب المعنى في الاسلام فكر وعلوم ترتقي بالبشر منها خاص بالفقهاء لاستنباط الحكم الشرعي ومنها خاص بالمفكرين او الطبقة المثقفة .
والغريب هو رفض علم معين ليس لعدم صحته بل لعدم ضروريته في زمان ومكان معينين ، في بعض الاحيان اقرا كتب او اسمع حوارات حقيقة استغرب منها ومن الجدوى منها على سبيل المثال محاضرة لشخص عن الملائكة كيف شكلها وكيف تتكاثر ، اقول ان كانت استدلالاته صحيحة وهذا صعب ثم ماذا ؟ واخر ينظر الى تصرفات معينة للنبي محمد (ص) بعضها غير صحيحة وبعضها تفسر في غير مقصودها ولكنها تبعد المشغول بها عن خطاب الاسلام العظيم الذي جاء به محمد (ص) نعم هنالك مصدر تشريعي عند الفقهاء هو التقرير اي لو اقر عمل معين المعصوم يعتبر مصدر تشريعي ، ولكن ما فائدة البحث عن بول المعصوم هل هو طاهر ام نجس ؟ وما هي جدوى تثبيت الخوارق للمعصوم والامام الصادق عليه السلام يقول ((اجعلونا عبيداً مربوبين, وقولوا فينا ما شئتم إلاّ النبوّة))، وياتي من يبحث لكي يستدل ويؤكد ان الائمة افضل من الانبياء ، ما فائدة هذا البحث ؟ لا اقره ولا انكره والافضل الالتفات الى علومهم التي اهملت وتراجع المستوى الثقافي لنا ، ما فائدة اثبات ان سفينة نوح عليه السلام استدارت حول الكوفة ؟ انا لا انكر ولا اقر بل استفسر عن فائدتها ؟ اليس الاحرى بنا نشر علوم اهل البيت التي قال عنها الامام الرضا عليه السلام لو علموها لاتبعونا ، فهل تريد من الاخر ان يتبع الامام بذكر الخوارق التي لا تتماشى وتفكير عصرنا ، اكرر انا لست بمشكك او رافض انا اقول اخذ الاهم قبل المهم ، لماذا نوجه سهامنا للدين بسبب رجل يرتدي الزي الديني تقول او تصرف حسب مزاجه ؟
اغلب ان لم تكن كل محاضرات الشيخ الوائلي رحمه الله فيها من الافكار والنكات التي تكون من صلب ثقافة المجتمع والتي نحن بامس الحاجة اليها ، نعم ما فائدة الخلاف مع داروين فليقل ما يشاء وليتبناه من يشاء ففي الاسلام علوم تتماشى وعصرنا هذا وحتى الذي بعده طالما القران خاتم المعاجز والاديان .
واما الخوض بالانساب والشعر فيكفي ان رسول الله قال عنهما لا ينفعان من تعلمهما ولا يضران من جهلهما ولكن بالنتيجة هما موجودان فالافضل اختيار الزمان والمكان للحديث عنهما .
كلكامش والعصر الحجري والحضارات وعمر المادة المعينة كذا مليون سنة ولا اعلم كيف ثبتت ، وتاريخ الاديان وما الى ذلك ، انها علوم موجودة ولا يمكن ان ننكرها ولكن تسليط الضوء عليها والمجتمع يسير نحو الهاوية فلا اعتقد انها تكون ذات جدوى .
في المكتبات كتب ذات قيمة عليا لا يستوعبها القارئ الذي بمستوى معين في التفكير فيقوم باقتنائها والنتيجة اما عدم فهمها او التشكيك فيها فمستويات العقول لها علومها الخاصة وليس من الصحيح كل ما يعرف يقال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى