اطفال يشحذون الحياة بين الموتى

بقلم :  علاء المنكوشي

يتجول عباس مجيد البالغ من العمر احد عشر عاما بين المقابر التي كثرة فيها القبور احاطتها الاعشاب من كل حدب وصوب، ليضع غالون المياه اومايسمى بدبه الماء على كتفه وليبداء نهار العمل بتنظيف القبور من الغبار ويقوم بعدها بسقي الورد الموضوعة عليها ليحصل مقابل ذلك على أجر مادي يعيل فيه اسرته المكونة من سبعة اشخاص.

حيث يستيقظ عباس في الساعة الخامسة فجرآ ويتوجه الى المقبرة لغرض ان يسبق بقيه الاطفال الذين يعملون معه لكسب أجر اكثر من اصحاب القبور. يمضي عباس وقته من الساعة الخامسة صباحأ الساعة السابعة صباحأ في المقبرة وبعد الساعة السابعة صباحآ يجمع أغراضه ويذهب الى المدرسة ليتعلم. فعباس من بين ملاين الاطفال في العراق الذين يكافحون من أجل متابعة تعليمهم وكما يعتبر من المحظوظين الذين اكملوا دراستهم رغم الظروف التي يعيشونها. وبعد الانتهاء من المدرسة يرجع الى المقبرة ليكمل عمله الذي تركه
في هذا العمر يجب ان يكون لدى عباس جميع حقوقه في الحياة ولكن فقدها في لحضه حينما استشهد أخيه الاكبر في معارك تحرير الموصل الذي كان المسؤول عن معيشتهم بعد ما اصاب ولدهم مرض فأقعده في الفراش مما أدى الى خروج عباس الى العمل في هذه الوضع الي تطلب خروجه لكسب المال
ووفق ماذكروالد عباس انه قد أصاب بمرض جعله جليس الفراش لايستطيع العمل ولاتقديم المعونة الى عائلته. ويعد واحد من بين ملاين الاطفال في العالم الذين يعملون ليحصلوا على أجر يعيلون فيه أسرهم. في تصريح لأحد الدفانين تحدث عن عدم رضاهم من تواجد هؤلاء الاطفال في تفاصيل مهنتهم التي تتعامل مع النعوش والموتى ووجهوا سهام النقد للعوائل والجهات المختصة.

وحسب ماذكرته منظمة العمل الدولية في تقريرها ان عدد الأطفال العاملين دون سن الثامنة عشر بمئتين وخمسة عشر طفل هم كمثل حال عباس في البراءة المغادرة صوب المشقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى